Skip to content Skip to footer

عملية غلق ثقب بين الأذينين

توجد العديد من المشاكل الصحية والعيوب الخلقية التي تؤثر على صحة القلب، ومن أكثر العيوب الخلقية ظهورًا هو “ثقب بين الأذينين”، حيث يعتبر عيبًا خلقيًا يؤثر على القلب ويتعرض له العديد من الأطفال المواليد، ويكون له تأثير بالغ وسلبي على الجسم، وخاصة على تدفق الدم، مما يؤدي إلى مشاكل خطيرة، ومن أهمها تعب وإجهاد عضلة القلب.
ولكن توصل الأطباء في بداية القرن العشرين إلى حل لهذه المشكلة، وذلك بعد ظهور التطورات مثل الأشعة السينية والقسطرة، وفي هذا المقال سوف نتناول كافة التفاصيل التي تتعلق بثقب القلب وكيف تتم عملية غلق ثقب بين الأذينين.

ما هو الثقب بين الأذينين؟

الثقب بين الأذينين هو عبارة عن ثقب صغير يوجد بين الأذينين، وهي حالة مرضية قد يولد بها الطفل، وتظهر في العديد من الأشخاص بنسبة ثلاثة عشرة بالمئة من إجمالي العيوب الخلقية للقلب، وتم اكتشافها منذ قرون، ولكن لم يتوصل أحد إلى سببها آنذاك بسبب عدم وجود أي تطورات تكنولوجية.

ولكن مع التقنيات والتطورات الحديثة قد توصل الأطباء فيما بعد إلى سبب حدوثه، وهو عدم اكتمال نمو الجنين أثناء الحمل، ولكن هل ثقب القلب عند الأطفال خطير؟ بالطبع لا، فمن المحتمل أن يغلق بعد الولادة مباشرة في بعض الحالات، وفي الحالات الأخرى يظل كما هو، مما يؤدي إلى حدوث مضاعفات سلبية على الجسم إذا تم التأخير في علاجه.

ما هي مشكلة الثقب الأذيني الجداري؟

من المعروف أن القلب يتألف من أربع غرف، غرفتين توجدان في الأعلى وتسميان الأذينين، وغرفتين توجدان في الأسفل وتسميان البطينين، ويفصل بين كل غرفتين جدار، ويسمى الجدار الذي يفصل بين الأذينين بالجدار الأذيني، واكتُشف مؤخرًا وجود عيب خلقي فيه، وهو فتحة صغيرة أُطلق عليها ثقب الأذيني الجداري.

ومن أهم أسباب هذه المشكلة هو عدم اكتمال نمو هذا الجدار الموجود بين الأذينين، مما يؤدي إلى ظهور فتحة صغيرة، قد تسبب عدم تدفق الدم بشكل طبيعي ومنتظم، ويحدث اختلاط في تدفق الدم المؤكسد وغير المؤكسد.

ما هو الحاجز الأذيني؟

هو أحد مكونات القلب، ويكون عبارة عن حاجز أو جدار عضلي رقيق يتركب من طبقتين أساسيتين من الأنسجة العضلية المتشابكة بدقة تامة لكي تمنحه المتانة، ويقع بين الغرفتين العلويتين في القلب، وهما الأذين الأيمن والأذين الأيسر، ويعمل على تنظيم تدفق الدم بشكل متوازن، وعدم خلط الدم المحمل بالأكسجين في الأذين الأيسر بالدم غير المحمل بالأكسجين في الأذين الأيمن.

ومن أهم ما يقوم به هو توزيع الدم إلى كافة أنحاء الجسم وتوازن الضغط، مما ينعكس إيجابيًا على تحسين عمل الدورة الدموية.

أعراض الإصابة بالثقب الأذيني الجداري

قد تظهر بعض الأعراض على الحالات المصابة بالثقب الأذيني الجداري، ولكن لا تظهر أي أعراض في مرحلة الطفولة، وتتفاوت الأعراض إلى أعراض خفيفة وقوية حسب حجم الثقب، والذي يعمل على سيلان الدم بشكل غير منتظم، مما يؤدي إلى آثار سلبية، وتتمثل أعراض ثقب القلب للكبار في الآتي:

أعراض خفيفة

  • صعوبة في التنفس عند بذل مجهود.
  • الإحساس الدائم بالإرهاق والتعب.
  • ارتفاع درجة الحرارة أو نزول الوزن بسبب الالتهاب الذي يحدث فيه.

الأعراض القوية

  • وجود تورم في الساقين نتيجة السوائل المحملة فيها.
  • وجود انتفاخ في البطن.
  • عدم انتظام ضربات القلب.
  • النفخة القلبية، وهي إصدار القلب لأصوات غير طبيعية.
  • جلطات قلبية.

أسباب الإصابة بالثقب الأذيني الجداري

تتعدد وتتنوع أسباب الإصابة بالثقب الأذيني الجداري، ولكن كشفت الأبحاث الطبية أنها لم تكن أسبابًا مباشرة، ولكن تكون بسبب ظهور بعض الأعراض والعوامل، ومن أهمها ما يلي:

  • لم يكتمل نمو الجنين في الحمل.
  • الزواج بين الأقارب.
  • الإصابة ببعض المتلازمات مثل متلازمة داون، ومتلازمة لوتيمباشر، وشذوذ إيبشتاين.
  • إصابة أحد الأبوين بالأمراض المناعية الذاتية مثل الذئبة الحمامية الجهازية.
  • تعرض الأم للحصبة الألمانية في الحمل.
  • إدمان التدخين والمشروبات الكحولية.

مضاعفات الإصابة بالثقب الأذيني الجداري

يؤدي حدوث الثقب الأذيني الجداري إلى حدوث بعض المضاعفات التي تؤثر بالسلب على صحة الإنسان، ولكن إذا تم الإهمال في علاجه من البداية، فمن المحتمل أن تتفاقم هذه المضاعفات وتؤدي إلى ما يلي:

  • خطر الإصابة ببعض الجلطات والسكتة الدماغية، والذي من الممكن أن يودي بحياة الشخص.
  • ضعف عضلة القلب بسبب عدم انتظام تدفق الدم فيه، والذي أحيانًا يؤدي إلى فشل القلب.
  • الإصابة بالالتهابات الرئوية والالتهابات القلبية.

طريقة تشخيص الثقب الأذيني الجداري

تتعدد طرق ووسائل تشخيص حالة الثقب الأذيني الجداري، وذلك لوجود العديد من التقنيات والأجهزة الحديثة، ومن أهم طرق التشخيص ما يلي:

  • مخطط رسم القلب: يُفحص به حالات ثقب القلب، حيث يعطي نتيجة مختلفة لاضطرابات نظم القلب الكهربية.
  • أشعة على الصدر: ففي حالات ثقب القلب تعطي نتيجة وجود تضخم في الجانب الأيمن للقلب.
  • أشعة الإيكو أو منظار الإيكو (منظار البلعوم): يعتبر من أهم طرق التشخيص، حيث يعطي الطبيب كافة التفاصيل عن الثقب من مكان وجوده، وهل توجد به زوائد أو حواف، وحجمه بدقة، ويوضح ارتباطه بالأوردة، ويُستدل من خلاله على معدل نجاح أو فشل العلاج.
  • الرنين المغناطيسي: حيث يُستدل به الطبيب على حجم الثقب، وقياسات القلب أثناء انقباضه.

عملية غلق ثقب بين الأذينين بالمنظار بدون شق الصدر

تتضمن طرق علاج الثقب الأذيني الجداري جراحة خفيفة جدًا، والتي تعتبر من أحدث الطرق، حيث يُستخدم فيها تقنية حديثة بواسطة المنظار، ويتم فتح فتحة صغيرة لا تتجاوز الخمسة سنتيمترات في الجهة اليمنى من الصدر بدلًا من شقه بالكامل، ومن ثم إدخال المنظار إليه، وذلك بعد تخدير الحالة.

ويوجد في مقدمة المنظار كاميرا صغيرة تقوم بتصوير وتوضيح مكان الثقب، ومن ثم إصلاحه بواسطة غلقه بالغرز إذا كان صغيرًا، ولكن إذا كان الثقب كبيرًا فيلزم له جراحة قلب مفتوح، ويعتبر الدكتور أسامة عباس أفضل دكتور جراحة قلب مفتوح في مصر.

علاج ثقب بين الأذينين بدون شق الصدر

توجد طريقة أخرى لعملية غلق ثقب بين الأذينين وعلاج مشكلة الثقب الأذيني الجداري بدون شق الصدر كاملًا، والتي تتمثل في استخدام قسطرة يتم إدخالها في الجسم بواسطة أنبوب رفيع توجد بها سدادات مصنوعة من بعض المعادن التي تتميز بالمرونة التامة، ويتراوح قطرها ما بين أربعة إلى أربعين مليمترًا.

حيث عندما يتم إدخال القسطرة تلتصق السدادة مباشرة بالثقب الموجود، ثم تتكون أنسجة وأوعية دموية حول السدادة تغطي عليها، ولكن ينبغي أن يوجد حول الثقب حواف لكي يتم تثبيتها بشكل متقن، وتكون نسبة نجاح عملية ثقب القلب للكبار بهذه الطريقة تسعين بالمئة.

هل الثقب بين الأذينين خطير؟

نعم، يشكل الثقب بين الأذينين خطرًا على القلب وصحة الجسم، حيث يعتبر وجود الثقب بين الأذينين من الحالات التي يجب علاجها على الفور، فقد تتضاعف هذه الخطورة إذا لم يتم كشف الثقب في البداية، ولم يتم علاجه سريعًا، حيث من الممكن أن يؤدي إلى حدوث سكتة قلبية أو دماغية.

ويؤدي أيضًا إلى ارتفاع الضغط الشرياني الرئوي الذي يؤدي إلى ضيق في التنفس ومن ثم الاختناق، وخاصة إذا كانت الفتحة كبيرة والتي يلزم لها جراحة قلب مفتوح، وقد تكون تكلفة عملية القلب المفتوح لكبار السن باهظة قليلًا.

ما هي مميزات علاج ثقب بين الأذينين جراحيًا بالمنظار؟

تتعدد مميزات علاج ثقب بين الأذينين جراحيًا بالمنظار، ومن أبرز هذه المميزات ما يلي:

  • عدم حدوث أي التهابات أو نزيف بسبب أن الجرح يكون صغيرًا وغير مؤلم.
  • يمكنك ممارسة الحياة وأعمالك اليومية بشكل طبيعي بعد العملية بخمسة عشر إلى عشرين يومًا.
  • يكون المظهر الخارجي مقبولًا وجميلًا لصغر حجم الجرح، وهذا ما تهتم به السيدات أكثر.

الثقب بين الأذينين هو مشكلة كبيرة تتطلب تشخيصًا دقيقًا وعلاجًا مناسبًا، وأصبحت هناك خيارات علاجية متنوعة وفعالة، بما في ذلك التدخلات الجراحية طفيفة التوغل مثل استخدام المنظار والقسطرة لتحسين نوعية حياة المرضى وتقليل المضاعفات المحتملة، وتبقى المتابعة الدورية مع الطبيب المختص أمرًا ضروريًا لضمان أفضل النتائج الصحية.

اراء المرضى اراء عملاؤنا

Leave a comment