يتميز القلب بقدرته على ضخ الدم لأجزاء الجسم المختلفة بفاعلية تامة نتيجة وجود الكثير من العوامل التي تؤهله لهذه الوظيفة سواء كان ذلك من خلال الأربع غرف الرئيسية التي تنقبض، وتنبسط بانسيابية كبيرة أو الصمامات الأربعة التي تفتح وتغلق في موعد محدد لذلك فإن حدوث أي مشكلة في أي مكون من هذه المكونات فإنه يؤثر على وظيفة القلب، ويعتبر ارتجاع الصمام الميترالي البسيط واحد من أكثر الأمراض القلبية انتشارًا وقد يسبب مشاكل خطيرة إن ترك دون علاج، وسنتحدث في هذا المقال عن أسباب ارتجاع الصمام الميترالي البسيط وأهم العلاجات المستخدمة.
أسباب ارتجاع الصمام الميترالي البسيط
هناك الكثير من الأسباب تؤدي إلى حدوث ارتجاع الصمام الميترالي البسيط وتتضح هذه الأسباب فيما يأتي:
- وجود عيب خلقي في القلب منذ الولادة أوقد يكون السبب أن الأب أو الأم لديهم تاريخ عائلي لحدوث أمراض القلب أي أنها مشكلة وراثية.
- زيادة سمك عضلة القلب سواء كان اعتلال القلب الضخامي أو التوسعي فإنه قد يتسبب في حدوث ارتجاع الصمام الميترالي البسيط نتيجة صعوبة ضخ الدم إلى أعضاء الجسم.
- تدلي سدائل الصمام الميترالي ناحية الغرفة العلوية اليسرى وتتسبب هذه المشكلة في ارتخاء الصمام وصعوبة إغلاقه وتدفق الدم في الناحية العكسية.
- النوبة القلبية تعد واحدة من أخطر الأسباب حيث ينتج عنها موت جزء من عضلة القلب وتؤدي إلى ارتخاء الصمام بشكل مفاجئ.
- التعرض للإشعاع نتيجة وجود سرطان في منطقة الصدر مثل سرطان الثدي يتسبب في ارتخاء الصمام في حالات نادرة للغاية.
- الحمى الروماتيزمية والتي تحدث عند إصابة الحلق ببكتريا عقدية وتركه دون تلقي المضاد الحيوي المناسب وتؤدي الإصابة المتكررة إلى تلف وارتخاء الصمام.
- التهاب الشغاف وهو التهاب في البطانة الداخلية للقلب نتيجة الإصابة بعدوى بكتيرية تؤدي إلى ارتجاع الصمام.
- تمزق الأحبال النسيجية المسؤولة عن تثبيت الصمام التاجي بجدار القلب سواء كان ذلك نتيجة وجود إصابة في الصدر أو وجود تدلي في الصمام وقد تحتاج إلى تدخل جراحي للتعامل معها.
أعراض ارتجاع الصمام الميترالي البسيط
في البداية إذا كان ارتجاع الصمام الميترالي بسيط قد لا يشعر المريض بأي أعراض على الإطلاق، وقد يتم اكتشافه بالصدفة عند عمل بعض الفحوصات الدورية أو عندما تسوء حالة المريض بشكل تدريجي عند تطور الحالة ويشعر حينها المريض بأعراض مزعجة أهمها التعب والإجهاد الشديد، وتورم القدمين وألم الصدر وصعوبة التنفس عند النوم وعدم انتظام معدل ضربات القلب.
طرق تشخيص ارتجاع الصمام الميترالي البسيط
بعد أن تعرفنا على اعراض الصمام الميترالي هناك الكثير من الطرق يمكن استخدامها لتشخيص ارتجاع الصمام الميترالي البسيط وتتضح هذه الطرق في الآتي:
- يفحص الطبيب جسد المريض بالكامل بعد أخذ التاريخ المرضي والعائلي ويسمع صدره بالسماعة لأنه في حالة وجود ارتجاع فقد يظهر صوت يشبه الأزيز.
- مخطط كهربية القلب يتميز هذا الإجراء بأنه يتم بسرعة من خلال لصق بعض الموصلات على الجلد ويساعد في معرفة أي خلل ناتج عن الصمام الميترالي وبالأخص عدم انتظام معدل ضربات القلب.
- مخطط صدى القلب هو واحد من أفضل الأشعة التي تصور القلب ويمكن الاستعانة به لمعرفة سبب ارتجاع الصمام سواء كان عيب خلقي أو الحمى الروماتيزمية، كما أنه يحدد درجة خطورة الحالة.
- اختبارات الجهد وتشمل ركوب دراجة ثابتة أو ممارسة تمارين رياضية معينة وتصوير القلب في هذه الحالة لرؤية طريقة استجابة القلب للتمارين الرياضية.
- يمكن تصوير القلب باستخدام الأشعة السينية لاكتشاف مشكلة تضخم القلب أو التصوير بواسطة الرنين المغناطيسي والذي يعطي صور مفصلة لحجرات القلب والصمامات.
هل يمكن لارتجاع الصمام الميترالي البسيط أن يتطور إلى حالة خطيرة؟
نعم بالطبع من الممكن أن يصبح ارتجاع الصمام الميترالي خطير في حالة تركه دون علاج، وعدم الاستماع لتعليمات الطبيب فقد تحدث مضاعفات خطيرة مثل ارتفاع ضغط الدم داخل الأوعية الدموية للرئتين، وحدوث الرجفان الأذيني وعدم انتظام معدل ضربات القلب مما يزيد من خطر حدوث الجلطات الدماغية، والنوبة القلبية بالإضافة إلى حدوث فشل في عضلة القلب في الحالات المتقدمة للغاية لذلك يلزم علاج ارتجاع الصمام الميترالي في بداياته وعدم ترك الحالة تتفاقم.
هل يحتاج ارتجاع الصمام الميترالي البسيط إلى علاج دائم؟
قد لا يحتاج مريض ارتجاع الصمام الميترالي البسيط إلى نوع معين من العلاجات طالما أنه لم تظهر عليه أعراض، ولكن يشترط أن يتابع حالته باستمرار عند طبيب قلب ماهر لمعرفة ما إذا كان هناك تقدم في الحالة ويعتبر الدكتور أسامة عباس أفضل دكتور صمامات القلب في مصر حيث أنه يتمتع بخبرة كبيرة في التعامل مع الحالات المرضية المختلفة، ويقوم بتشخيصها وفق أسس علمية كما أنه يستخدم أحدث الوسائل العلاجية ويتميز بسمعته الطيبة بين المرضى بالإضافة إلى سهولة التواصل معه.
الأدوية المستخدمة في علاج ارتجاع الصمام الميترالي البسيط
توجد أنواع كثيرة من الأدوية يمكن استخدامها في علاج ارتجاع الصمام الميترالي البسيط وبالأخص في حالة وجود أعراض يعاني منها المريض مثل أدوية ضبط ضغط الدم المرتفع حتى لا يزيد الارتجاع ومدرات البول التي تخلص الجسم من السوائل المتراكمة.
ويمكن استخدام الأدوية المضادة للتخثر لمنع حدوث الجلطات في الحالات المتقدمة وبالأخص في حالة وجود عوامل أخرى تزيد من معدل حدوث الجلطات مثل السرطان أو وجود الرجفان الأذيني أو الخضوع لجراحة كبيرة مثل جراحة استبدال أحد الصمامات القلبية بصمام ميكانيكي، ويمكن تناول المضادات الحيوية كجرعة وقائية قبل الذهاب لعمليات الأسنان لمنع حدوث أي عدوى تؤثر على القلب.
التدخل الجراحي لعلاج ارتجاع الصمام الميترالي
يعتبر العلاج الجراحي غير ضروري في حالة ارتجاع الصمام الميترالي البسيط، ولكنه قد يكون أحد الخيارات العلاجية المهمة في حالة الارتجاع الشديد، وخصوصًا مع وجود أعراض يعاني منها المريض وعندما لا يستجيب المريض للعلاج الدوائي.
كما أنه قد يكون خيار مثالي لعلاج ضيق الصمام الميترالي وتوجد وسائل كثيرة يمكن استخدامها في الجراحة مثل الجراحة التقليدية والقسطرة، وجراحة المنظار ولكل نوع من هذه الأنواع مزايا وعيوب حيث أن الجراحة التقليدية تحتاج شق جراحي كبير في الصدر حوالي 20 سم، وبالتالي ينزف المريض بشدة ويحتاج مدة طويلة للتعافي وممارسة حياته بشكل طبيعي، بينما جراحة المنظار تحتاج شق صغير ويتعافى فيها المريض بسرعة ويمكن من خلالها إصلاح الصمام المتضرر أو استبداله ويفضل كثير من الأطباء إصلاحه في البداية لتجنب تناول أدوية السيولة مدى الحياة ويختار الطبيب نوع الجراحة وفقًا لحالة المريض الصحية.
الوقاية من ارتجاع الصمام الميترالي البسيط
هناك مجموعة من النصائح الضرورية للوقاية من حدوث ارتجاع الصمام الميترالي البسيط وقد تساعدك في تجنب عملية ارتجاع الصمام الميترالي وتتمثل هذه النصائح في الآتي:
- تناول الأطعمة الصحية وتجنب الدهون والزيوت المهدرجة والوجبات السريعة.
- ممارسة الرياضة بانتظام وفقدان الوزن الزائد وتناول الأدوية الموصوفة في موعدها.
- تجنب التدخين وشرب الكحوليات والحرص على الراحة والنوم بشكل كافي.
- تأكد من حصولك على العلاج المناسب في حالة التهاب الحلق والذهاب لجلسات دورية لمتابعة حالتك مع الطبيب.
ارتجاع الصمام الميترالي من أكثر الأمراض القلبية شيوعًا وتكمن المشكلة في عدم غلق الصمام بصورة جيدة ورجوع الدم في الناحية العكسية ويحدث نتيجة لأسباب عديدة ويمكن الوقاية منه عن طريق تجنب العادات السيئة والاهتمام بالصحة وعمل فحوصات كل فترة للاطمئنان.