تتعدد العيوب الخلقية في القلب عند الجنين، أي التي تصيب الأطفال فور ولادتهم، وذلك بسبب تغيرات في التركيب البنائي والجيني للقلب أثناء الحمل، ولكن بعض العيوب الخلقية تكون خفيفة ومن الممكن أن تختفي بمرور الزمن، وبعضها تكون صعبة ويعيش بها الطفل مدى الحياة، ولكن مع التطور وظهور التقنيات الحديثة أصبح بإمكان الأطباء معالجة أمراض القلب الخلقية هذه، وأصبح بإمكانهم السيطرة على مضاعفاتها، كما ينبغي على الحالات المصابة المتابعة الدورية مع الأطباء لتفادي حدوث أي مخاطر ومشاكل صحية قد تؤدي إلى الوفاة، وفي هذا المقال نتحدث بالتفصيل عن عيوب القلب الخلقية عند الأطفال.
ما هي عيوب القلب الخلقية عند الجنين؟
تعتبر عيوب القلب الخلقية عند حديثي الولادة هي الأكثر انتشارًا بينهم، ولكن إلى الآن لم يتوصل الأطباء إلى سببها المؤكد، حيث أثبتت بعض الدراسات أنها من الممكن أن تكون بسبب حدوث طفرة جينية أدت إلى تغيرات في التركيب البنائي للقلب أثناء الحمل، وذلك بسبب بعض المشاكل الصحية والعادات الخاطئة مثل إدمان التدخين عند الأبوين.
وتكون العيوب الخلقية القلبية في الأوردة والشرايين، وصمامات وجدران القلب، ولكن تتفاوت العيوب الخلقية ما بين عيوب بسيطة مثل ثقب القلب، وعيوب معقدة جدًا والتي تصيب طفلًا واحدًا من بين كل خمسة أطفال، مما يؤدي إلى حدوث خلل في سريان الدم، وعدم تدفقه بشكل منتظم، لذا يجب عدم الإهمال والرعاية الطبية الدائمة.
أنواع عيوب القلب الخلقية عند الجنين
تتعدد أنواع عيوب القلب الخلقية التي تصيب الجدران أو الصمامات أو الشرايين عند حديثي الولادة، وتتضمن ما يلي:
عيوب خلقية في جدران القلب
توجد هذه العيوب في جدران القلب التي تقع بين الغرف، مثل غرفتي الأذينين وغرفتي البطينين، ويكون العيب عبارة عن وجود ثقب صغير فيها أو فتحات تعمل على مزج الدم المؤكسد وغير المؤكسد، مما يؤدي إلى بعض المضاعفات.
عيوب خلقية في صمامات القلب
تصيب هذه العيوب صمامات القلب، حيث من الممكن أن يكون الصمام ضيقًا جدًا أو مسدودًا يعيق مرور الدم، ولكن في بعض المصابين لا يُقفل الصمام بعد مرور الدم منه، مما يؤدي إلى تسريب الدم للخلف مرة أخرى.
عيوب خلقية تصيب عضلة القلب
وهذه من أكثر العيوب خطورة، حيث قد تؤدي إلى وقف عمل القلب وفشله، مما يودي بحياة الشخص.
عيوب خلقية تصيب الأوردة والشرايين
يتمثل هذا العيب الخلقي في عدم انتظام توصيل الدم بشكل طبيعي بين الشرايين والأوردة، فيحدث أن الدم الذي ينبغي أن يمر إلى الرئة، يمر إلى أي عضو آخر أو أجزاء من الجسم غير الرئة، أو العكس، وهذا يؤدي إلى نقص الأكسجين في هذا العضو، مما يؤدي إلى توقفه.
ما هي أعراض عيوب القلب الخلقية عند الجنين؟
تختلف أعراض عيوب القلب الخلقية التي يُستدل بها على وجود تشوه في القلب من طفل لآخر، والتي تظهر على الجنين بعد مدة قصيرة، حيث تتضمن ما يلي:
- تغير لون الوجه، حيث يلاحظ وجود لون أزرق على الشفاه أو اللسان أو الأظافر.
- الإحساس الدائم بالتعب والخفقان، وخاصة عند الرضاعة.
- عدم زيادة الوزن، وأحيانًا يزيد ولكن بشكل طفيف.
- سرعة واضطراب في التنفس، وعدم انتظام ضربات القلب.
- كثرة النوم.
- وجود بعض الالتهابات الرئوية.
ما هي أسباب العيوب الخلقية في القلب للجنين؟
لا يوجد سبب معروف حتى الآن يؤكد حدوث العيوب الخلقية في القلب عند الجنين، ولكن توصل الأطباء إلى وجود بعض العوامل التي ترتبط بالأم وتسبب تشوهات خلقية، والتي تؤدي إلى عدم تكون القلب بشكل كامل، أو نموه بشكل غير طبيعي، ومن أهم أسباب العيوب الخلقية ما يلي:
- تعرض الأم للمواد الكيميائية والإشعاعية الضارة.
- إذا كان لديها داء السكري، وخاصة إذا ارتفع معدل السكر في الدم أثناء الحمل.
- إذا كان لديها بعض الأمراض المناعية الذاتية مثل الذئبة الحمراء.
- إدمان التدخين وكثرة شرب المواد الكحولية، وخاصة عند الحمل.
- من الممكن أن تأتي هذه التشوهات لأجنة الحقن المجهري أو أطفال الأنابيب.
- ومن المحتمل أن تكون التشوهات وراثية.
- إصابة الأم ببعض المتلازمات، حيث يوجد أيضًا ارتباط وثيق بين عيوب القلب الخلقية ومتلازمة داون.
- إذا أصيبت الأم بالحصبة الألمانية، أو مرض الفينيل كيتون يوريا، وهو تراكم الحمض الأميني في أعضاء الجسم.
تشخيص العيوب الخلقية عند حديثي الولادة
ينبغي على الطبيب الفحص الدوري الدائم للجنين في فترة الحمل للكشف عن أي تشوهات خلقية، وتوجد بعض العيوب الخلقية التي يُستدل عليها بعد الولادة، ويفضل فحص الأم الحامل من الأسبوع السادس عشر إلى الأسبوع الخامس والعشرين، ومن أهم طرق تشخيص العيوب الخلقية عند حديثي الولادة ما يلي:
- الأشعة المقطعية على الصدر: يُعرف من خلالها وجود دم في الرئة أو تضخم في القلب.
- الرنين المغناطيسي على القلب: يعطي صورة ثلاثية الأبعاد للقلب، ويوضح العيوب الخلقية الموجودة فيه، وحجم حجرات القلب الأربعة.
- أشعة الإيكو أو تخطيط صدى القلب: يُستدل من خلاله على وجود أي تشوهات خلقية تصيب القلب أيضًا.
- قسطرة القلب: وهي أنبوبة شعيرية بها صبغة يتم حقنها في أي وريد دموي، وتصل إلى القلب، وبواسطة الصبغة يستدل الطبيب على وجود أي مشكلة فيها بتصوير الأشعة السينية.
- مخطط كهربية القلب: لتقييم نشاط القلب الكهربي ومتابعة ضرباته.
علاج عيوب القلب الخلقية عند حديثي الولادة
يختلف العلاج من شخص لآخر تبعًا لاختلاف العيب الخلقي الموجود في الشخص، ولكن توجد بعض الحالات التي لا تحتاج إلى أي علاج مثل وجود ثقب في القلب، حيث يختفي تمامًا بمرور الزمن، ولكن توجد حالات مصابة بعيوب خلقية أكبر تحتاج إلى علاج، ويعتبر الدكتور أسامة عباس أفضل دكتور قلب في مدينة نصر، ويتبع مع المريض أفضل بروتوكول علاج، حيث يتضمن العلاج ما يلي:
الأدوية
- تناول الأدوية مثل الأدوية التي تجعل ضربات القلب تعمل بشكل منتظم، وتنظم النشاط الكهربي له.
- أدوية تنظيم ضغط الدم مثل حاصرات بيتا.
- الأدوية التي تساعد على إدرار البول، وتقوم بإخراج السوائل من الجسم.
قسطرة القلب
والتي تقوم بمعالجة العيوب الخلقية التي توجد في جدار حجرات القلب مثل ثقب القلب، أو العيوب التي توجد في الشرايين، وذلك بواسطة أنبوب رفيع يدخل في أحد الأوردة والشرايين التي توجد في الرقبة.
منظار القلب
يستخدم في حل مشكلة ثقب القلب الأذيني أو البطيني، أو يستخدم في عملية استئصال ورم في القلب بالمنظار، وذلك بإجراء شق صغير لا يتعدى خمسة سنتيمترات في الجانب الأيمن من الصدر، ومن ثم إدخال المنظار لإصلاح هذه العيوب، ويمكن إجراء عملية استئصال ورم في القلب بالمنظار كذلك.
جراحة القلب المفتوح
من الممكن أن يلجأ إليها الجراح في بعض المصابين بأمراض القلب الخلقية في الصمام أو فقد جزء منه، حيث تتضمن إصلاح أو تبديل الصمام، وتوسيع الأوردة والشرايين، ومعالجة ثقب القلب، ولكن الثقب الكبير الذي لا يمكن علاجه بالمنظار أو القسطرة.
مضاعفات عيوب القلب الخلقية عند الجنين
تشمل مضاعفات عيوب القلب الخلقية عند حديثي الولادة ما يلي:
- عدم انتظام ضربات القلب، والذي يأتي من بعض الندبات النسيجية الناجمة عن عملية جراحية سبق إجراؤها من قبل، مما يؤدي إلى حدوث خلل وتغيرات في إشارات القلب.
- التهاب الشغاف، والذي يطلق عليه عدوى بطانة القلب والصمامات، ومن المحتمل أن يؤدي إلى حدوث سكتة دماغية.
- فشل القلب الاحتقاني.
- الإصابة بالقلق والتوتر دائمًا، والاكتئاب الحاد.
- عدم زيادة الوزن وتأخر في نمو حالات الأطفال المصابين بتشوهات قلبية خلقية.
تعد العيوب الخلقية في القلب عند الجنين تحديًا صحيًا يتطلب وعيًا وتشخيصًا مبكرًا، وعلى الرغم من تنوع أسبابها وأنواعها، فإن التطورات الطبية الحديثة قد وفرت خيارات علاجية فعالة تساهم في تحسين نوعية حياة الأطفال المصابين، وتبقى المتابعة الطبية الدقيقة والرعاية المستمرة حجر الزاوية لضمان أفضل النتائج الصحية الممكنة لهؤلاء الأطفال وتجنب المضاعفات الخطيرة.
