القلب هو العضو الرئيسي في الجهاز الدوري ويتكون القلب من أربع غرف رئيسية وهي الأذينين والبطينين والصمامات التي تنظم تدفق الدم، وعلى الرغم أن القلب في حجم قبضة اليد إلى أنه يقوم بتوصيل الدم والأكسجين إلى جميع أجزاء الجسم بشكل مستمر دون توقف، ويحاط القلب بغشاء يسمى التامور يعينه على أداء وظيفته بشكل مثالي ولكن قد يصاب هذا الغشاء بأنواع مختلفة من الأمراض أشهرها الالتهاب، وتجمع السوائل بشكل زائد حول القلب مما يسبب أعراض مختلفة، وسنتحدث في هذا المقال عن أهم أعراض التهاب غشاء التامور وكيفية علاجه.
ما هو غشاء التامور
غشاء التامور هو كيس أو جيب يحيط بعضلة القلب ويتكون من طبقتين رقيقتين وهو مفيد للغاية ويتميز بقدرته على حماية القلب والحفاظ عليه ولكنه ليس ضروري للحياة حيث قد يستمر القلب في العمل حتى بعد استئصاله، ويتواجد داخل هذا الكيس سائل بكمية محددة في فراغ بينه وبين القلب لتسهيل انزلاق الطبقات.
وظيفة غشاء التامور
غشاء التامور يحقق فوائد متنوعة للقلب منها وقايته من التعرض لأي ضرر وحمايته من العدوى ويمنع القلب من الامتلاء بالدم بصورة مفرطة، ويسهل حركته ويحافظ على القلب في موضعه الصحيح.
اعراض التهاب غشاء التامور
في الحالات البسيطة قد لا يشعر المريض بأي أعراض أو قد يشعر بضغط خفيف على الصدر أما في حالة الالتهاب الشديد فقد يشعر المريض بألم حاد في الصدر بالأخص على الجانب الأيسر وهذا واحد من أكثر الأعراض انتشارا بين عدد كبير من المرضى، ويصف بعض المرضى الألم بأنه يشبه الطعن ويزيد الألم عند التنفس بعمق أو السعال أو الاستلقاء.
ويقل عند الانحناء للأمام أو عند الوقوف وينتشر الألم في اتجاه الرقبة والكتفين وقد يشعر المريض بحمى خفيفة وإرهاق شديد وتسارع في معدل ضربات القلب، وتورم في القدمين وتورم البطن وضيق التنفس وتختلف حدة الأعراض ومدتها على حسب نوع الالتهاب سواء كان التهاب حاد أو مزمن أو متواصل.
أعراض تجمع السوائل في القلب
يتوقف هذا الأمر على كمية السوائل المتجمعة وسرعة تجمعها ففي الحالات البسيطة التي تكون فيها كمية السائل قليلة وتمت على فترة زمنية طويلة قد لا يشعر المريض بأي أعراض على الإطلاق أما إذا كانت كمية السوائل كبيرة فقد يشعر المريض بألم في الصدر، وصعوبة في التنفس مع دوار وإغماء وتورم في الساقين كما أن سبب تجمع السوائل قد يؤثر على حدة الأعراض التي تظهر على المريض فعلى سبيل المثال إذا كان السبب هو العدوى فقد يعاني المريض من آلام مبرحة مع السخونية كعلامة على وجود العدوى.
اعراض ارتشاح القلب
قد يختلف هذا الأمر من شخص لآخر حسب حالة المريض الصحية وكمية السوائل ولكن في معظم الأحيان يعاني المريض من التعب والإرهاق والشحوب وصعوبة البلع وبحة الصوت، وانخفاض ضغط الدم وصعوبة التنفس وتغير لون الجلد للأزرق في الشفتين وتحت الأظافر مع ألم الصدر الذي يمتد إلى الذراع والكتف، والرقبة مع زيادة معدل ضربات القلب والدوخة والإغماء وتورم الساقين.
إقرأ ايضا : أفضل دكتور صمامات القلب
اهمية السائل الزلالي غشاء التامور
توجد أهمية كبيرة للسائل الزلالي الموجود في غشاء التامور القلب أهمها أنه يمنع الاحتكاك بين الطبقات أثناء حركة القلب مما يجعل القلب يؤدي وظيفته بسلاسة، ويسر كما أنه يحتوي على مواد مغذية فهو ترشيح فائق للبلازما ويدعم القلب ويحفظه من أي صدمات أو إصابات خارجية ويحافظ على درجة حرارة متوازنة، ومناسبة لبيئة عمل القلب.
مدة الشفاء من التهاب التامور
قد يتوقف هذا الأمر على نوع التهاب الغشاء التاموري ففي حالة التهاب غشاء التامور الحاد يشعر المريض بألم شديد بشكل مفاجئ يشبه النوبة القلبية ولكنه يستمر لفترة قصيرة حوالي أربعة أسابيع أو أقل أما التهاب غشاء التامور المتواصل فإنه يستمر مدة تتراوح بين أربعة إلى ستة أسابيع ولا تتجاوز مدة الثلاثة أشهر.
وقد يحدث في بعض الحالات التهاب غشاء القلب المتكرر والذي يحدث بعد مرور شهر أو شهر ونصف من الالتهاب الحاد أما التهاب غشاء التامور المزمن فإنه يستمر مدة طويلة أكثر من ثلاثة أشهر، ولذلك يفضل المتابعة مع طبيب متمرس لتلقي العلاج المناسب حتى لا يتكرر المرض ولكي يتعافى المريض بسرعة.
تعرف أيضا على : أسعار دعامات القلب في مصر
التهاب التامور المزمن
التهاب غشاء التامور في القلب يتحول إلى التهاب مزمن نتيجة لسبب غير معروف وهو مشكلة نادرة ويعتبر الالتهاب مزمن إذا استمر لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر، ويحدث في هذا المرض زيادة في سمك طبقات الغشاء مما يعيق حركة القلب وقد يسبب انخفاض شديد وسريع في ضغط الدم، وقد يتطلب التدخل الجراحي في بعض الحالات.
علاج التهاب الغشاء التاموري
يمكن علاج التهاب جدار القلب أو الغشاء التاموري في الحالات البسيطة بواسطة بعض الأدوية المسكنة مثل الايبوبروفين والأسبرين، ويمكن كذلك استخدام الكورتيزون لتقليل الالتهاب مثل البريدنيزون وهو فعال إلى حد كبير حتى في الحالات المستعصية والتي يتكرر فيها حدوث الالتهاب، ولكن قد تحدث معه بعض الآثار الجانبية المزعجة ولذلك يلزم تناوله تحت إشراف الطبيب بشكل كامل حتى يحدد الجرعة المناسبة لحالتك.
التهاب التامور والرياضة
قد ينصح بعض الأطباء في حالة التهاب غشاء التامور بعدم ممارسة الأنشطة البدنية الصعبة والشاقة حتى لا يتفاقم الالتهاب ولذلك يفضل تقييد ممارسة الرياضة حتى يتعافى المريض بشكل تام، ويمكن بعد ذلك ممارسة الرياضة بشكل تدريجي مع مراقبة الحالة الصحية حتى لا يتكرر ظهور المرض.
التهاب التأمور يؤدي إلى زيادة سمك غشاء القلب
بعض حالات التهاب غشاء التامور المحيط بالقلب
قد ينتج عنها زيادة في سمك غشاء القلب بالأخص في حالات الالتهاب التي تستمر لفترة طويلة دون تلقي أي علاج كما في حالة الالتهاب المزمن حيث يحدث تليف في الغشاء ويصبح سميك وغير مرن، وقد تلتصق الطبقتين ببعضهما البعض مما قد يسبب مضاعفات خطيرة مثل قصور عضلة القلب.
تشخيص التهاب التأمور
يبدأ الطبيب بتشخيص المريض من خلال أخذ التاريخ المرضي حيث يسأل الطبيب مجموعة من الأسئلة أهمها الأعراض التي يعاني منها المريض وحدتها وإذا حدث حالة مشابهة من قبل ويقوم بعد ذلك بفحص جسم المريض ويستمع إلى القلب باستخدام السماعة الطبية وفي حالة التهاب التامور قد يسمع الطبيب صوت احتكاك، وقد يطلب مجموعة من الفحوصات مثل صورة الدم الكاملة والتي تبين حدوث عدوى عند زيادة عدد كرات الدم البيضاء.
ويمكن تصوير الصدر بالأشعة السينية للكشف عن مشكلة تضخم القلب ويساعد التصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي على إعطاء تفاصيل دقيقة حول القلب وقد يكشف عن وجود تخثر في القلب كمؤشر على التهاب التامور، ويمكن كذلك عمل تخطيط كهربية القلب الذي يعتبر أحد أهم الفحوصات الضرورية وهو اختبار بسيط لا يسبب أي ألم ويوضح مدى كفاءة نبض القلب.
إقرأ ايضا : تكلفة عملية القلب المفتوح لكبار السن
الفرق بين إلتهاب غشاء التامور الحاد والمزمن؟
يكمن الفرق الرئيسي في أن الالتهاب الحاد يحدث بشكل مفاجئ ويستمر لفترة قصيرة على عكس الالتهاب المزمن الذي يستمر لفترة طويلة وقد ينتج عنه مضاعفات خطيرة.
أسباب إلتهاب غشاء التامور المزمن؟
توجد أسباب مختلفة لحدوث التهاب غشاء التامور المزمن وإن كان السبب الرئيسي غير معروف بعد ومن أهم هذه الأسباب حدوث التهاب عشاء التامور الحاد وتركه دون علاج أو علاجه بصورة غير فعالة مما يتسبب في تحوله إلى التهاب مزمن مع الوقت وتقييد حركة القلب، وكذلك وجود عدوى فيروسية أو استخدام الإشعاع لعلاج سرطان الثدي أو الرئة لأنه يتسبب في تلف أنسجة التامور.
كما أن وجود بعض الأمراض المزمنة مثل الفشل الكلوي والأمراض المناعية مثل الذئبة الحمراء يؤثر كذلك على غشاء القلب بالإضافة إلى داء السل الذي يسبب تراكم السوائل والأنسجة الليفية حول القلب، وكذلك السرطان وقصور الغدة الدرقية وإصابة غشاء التامور بعد جراحة في القلب كل هذه الأمور من العوامل المؤثرة التي ينتج عنها التهاب غشاء التامور.
هل للأدوية المضادة دور في لعلاج الإلتهاب؟
نعم بالطبع يمكن استخدام الأدوية المضادة للالتهاب لتخفيف الأعراض بشكل كبير مثل استخدام دواء الكولشيسين الذي يلعب دور كبير في التخفيف من حدة الالتهابات ولكن يمنع استخدامه مع مرضى الكلى والكبد، وقد يحتاج بعض المرضى إلى المعدلات المناعية مثل انترلوكين 1 وهي أدوية تغير من نشاط الجهاز المناعي لتقليل الالتهاب، ويمكن استخدام مثبطات المناعة في حالة كان السبب في التهاب غشاء التامور هو التهاب المفاصل الروماتويدي ويفضل استخدام بعض المضادات الحيوية إذا كان سبب المرض حدوث عدوى بكتيرية.
مضاعفات التهاب التأمور
يمكن أن تحدث بعض المضاعفات الخطيرة كنتيجة لالتهاب التامور وتتمثل هذه المضاعفات فيما يأتي:
- التهاب التامور التضيقي وهي حالة خطيرة قد تعيق حركة القلب وتحدث نتيجة تكون ندبات وتليفات كبيرة في غشاء التامور بسبب وجود الالتهاب لفترة طويلة.
- انصباب التامور يحدث فيه تجمع للسوائل حول عضلة القلب وقد يتطلب تدخل علاجي.
- الدكاك القلبي حالة يحدث فيها تجمع للسوائل بشكل كبير في غشاء القلب مما يضغط عليه وقد تهدد حياة المريض لأنها تسبب تدهور شديد لحالة المريض ويختلف هذا الأمر على حسب كمية السوائل.
ما هو علاج التهاب الغشاء التاموري (التدخل الجراحي)؟
قد يحتاج بعض المرضى إلى التدخل الجراحي لعلاج مشكلة التهاب غشاء التامور بالأخص إذا حدث تجمع للسوائل حول القلب مثل بزل التامور عن طريق أنبوبة قسطرة رفيعة ودقيقة، وقد يضطر الدكتور أسامة عباس أشهر جراح قلب في مصر في بعض الحالات إلى استئصال جزء من التامور أو استئصاله كله إذا كان غير مرن مما قد يعيق حركة القلب ويمنع المريض من ممارسة حياته بشكل طبيعي.
أنواع التدخلات الجراحية المتاحة لعلاج التهاب غشاء التامور
توجد ثلاث أنواع رئيسية من التدخل الجراحي ويشمل ذلك التدخل البسيط باستخدام القسطرة فيما يعرف باسم بزل التامور أو استئصال جزء من التامور في حالة حدوث الالتهاب بشكل متكرر أو حتى الجراحة المفتوحة في حالة حدوث بعض المضاعفات الخطيرة.
اقرا ايضا : أحسن جراح قلب في مصر
الوقاية من التهاب التأمور
يمكن الوقاية من التهاب التامور من خلال الحرص على تناول الأطعمة الصحية وممارسة الرياضة بانتظام والابتعاد عن التدخين وشرب الكحوليات لأن هذا الأمر يحسن من صحة الجسم بشكل عام ويقوي جهاز المناعة، ويجب على المريض أن يتابع مع طبيب متمرس لعلاج كافة الأمراض المزمنة مع تناول الأدوية الموصوفة في مواعيدها المحددة والاهتمام بتناول التطعيمات والحرص على النظافة للحد من فرص حدوث العدوى.
يعتبر غشاء التامور مهم للغاية للحفاظ على صحة القلب وتسهيل حركته ولكن قد يحدث به التهاب لأسباب متنوعة أشهرها العدوى مما يسبب الكثير من الأعراض المزعجة ويفضل أن يتلقى المريض العلاج المناسب حتى لا يتحول إلى التهاب مزمن والذي يؤثر بشكل كبير على وظيفة القلب.
تعرف ايضا على
تجربتي مع التهاب التامور
هل التهاب الغشاء البلوري معدي